الصحابية الجليلة ( أسماء بنت يزيد بن السكن ) خطيبة النساء
هى أسماء بنت يزيد بن السكن بن رافع بن امرؤ القيس بن عبد الأشهل الأنصارية الأوسية ، وهى أيضاً أم عامر وأم سلمة الأنصارية الأشهلية ، وابنه عمة معاذ بن جبل - رضى الله عنهما وأرضاهما -
أسلمت فى العام الأول للهجرة وقد اشتهرت بمتابعة أمور دينها والتعرف على دقائقه ، وكثيراً ما كان أخواتها النساء يستعن بها فى سؤال الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن دقائق أمورهن الخاصة فتستجيب لهن ، لذا عُرفت بخطيبة النساء .
أتت أسماء بنت يزيد رضى الله عنها النبى صلى الله عليه وسلم وهو بين أصحابه فقالت : بأبي وأمي أنت يا رسول الله ، أنا وافدة النساء إليك ، إن الله عز وجل بعثك إلى الرجال والنساء كافة فآمنا بك .
وإنا معشر النساء محصورات مقصورات قواعد بيوتكم ومقضى شهواتكم وحاملات أولادكم ، وإنكم معشر الرجال فضلتم علينا بالجمع والجماعات وعيادة المرضى وشهود الجنائز والحج بعد الحج, وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله وإن الرجل إذا خرج حاجًّا أو معتمرًا أو مجاهدًا حفظنا لكم أموالكم وغزلنا أثوابكم وربينا لكم أولادكم ، أفما نشارككم في هذا الأجر والخير .
فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه بوجهه كله ثم قال : "هل سمعتم مقالة امرأة قط أحسن من مساءلتها في أمر دينها من هذه؟" فقالوا : يا رسول الله ، ما ظننا أن امرأة تهتدي إلى مثل هذا. فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إليها فقال : " افهمي أيتها المرأة وأعلمي من خلفك من النساء أن حسن تبعل المرأة لزوجها وطلبها مرضاته واتباعها موافقته يعدل ذلك كله". فانصرفت المرأة وهي تهلل .
بلغ عدد الأحاديث التى ردوتها أسماء بنت يزيد رضى الله عنها عن الرسول صلى الله عليه وسلم واحد وثمانين حديثاً وقد كانت الثالثة بين النساء فى هذا ولم يسبقها إلا السيدة عائشة ، والسيدة أم سلمة - رضى الله عنهن وأرضاهن جميعاً -
وكان مما روت أسماء بنت يزيد عن الرسول صلى الله عليه وسلم :
مر بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في نسوة فسلم علينا وقال: " إياكن وكفر المنعمين" ، فقلنا: يا رسول الله ، وما كفر المنعمين؟ قال: " لعل إحداكن أن تطول أيمتها بين أبويها وتعنس ، فيرزقها الله عز وجل زوجًا ويرزقها منه مالاً وولدًا فتغضب الغضبة ، فراحت تقول: ما رأيت منه يومًا خيرًا قط ، وقال مرة : خيرًا قط "
وقد روى عنها الإمام أحمد عدة أحاديث منها :
عن أسماء بنت يزيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "العقيقة عن الغلام شاتان مكافأتان, وعن الجارية شاة ".
وعن أسماء بنت يزيد قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني لست أصافح النساء ".
وعن أسماء بنت يزيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من بنى لله مسجدًا فإن الله يبني له بيتًا أوسع منه في الجنة ".
وعن أسماء بنت يزيد أنها كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم والرجال والنساء قعود عنده فقال: " لعل رجلاً يقول ما يفعل بأهله ، ولعل امرأة تخبر بما فعلت مع زوجها" ، فأزم القوم فقلت: أي والله يا رسول الله ، إنهم ليفعلون وإنهن ليفعلن. قال: "فلا تفعلوا ، فإنما مثل ذلك مثل شيطان لقي شيطانة فغشيها والناس ينظرون".
وقد كان لها دور فى الغزاوت فقد شهدت مع الرسول صلى الله عليه وسلم غزوة خيبر ، وبعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام شهدت معركة اليرموك وقيل إنها اقتلعت من خيمتها عموداً وراحت تضرب به رؤوس الروم حتى قتلت منهم يومئذ تسعة .
بعد معركة اليرموك أقامت بالشام وأخذت تُحدث النساء بأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وتروى عنه حتى توفيت فى حدود السبعين هجرية وقبرها فى دمشق بالباب الصغير .
رضى الله عنها وأرضاها ورزقنا حُسن الإقتداء بأمهات المؤمنين والصحابيات
يُتبع بإذن الله تعالى ...
_________________
شات طريق الاسلام
اللهم ارحمنا وارفعنا بالقران العظيم الذي ايدت سلطانه وقلت يا اعز من قائل سبحانه فاذا قرانه فاتبع قرأنه ثم ان علينا بيانه احسن كتبك نظاما وافصحها كلاما وابينها حلالا وحراما ظاهر البرهان محكم البيان محروس من الزياده والنقصان فيه وعد ووعيد وتخويف وتهديد لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد