صف لى دواء ياسفيان
بسم الله ، والحمدُ لله ، فاطر السموات والأرض ، خالق كل شىء ، والصلاةُ والسلام على أشرف خلق الله ، تاج الرؤس ، وقرة العيون ، وحبيب القلوب سيدنا مُحمد ، بعدد قطرات السماء ، وحبات الرمال ، وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد ؛
حياكم الله وبياكم وجعل الجنة مثوانا ومثواكم
كيف هو حال قلوبكم مع الله
؟؟؟
ذهب رجل إلى سفيان الثورى ،
وقال: "يا سفيان لقد ابتليت بمرض فى قلبى ، فصف لى دواء ".
فقال لــه سفيان :
(( عليك بعروق الإخلاص وورق الصبر وعصير التواضع ضع هذا كله فى إناء التقوى وصب عليه ماء الخشية وأوقد عليه نار الحزن-أى على المعاصى والذنوب- وصفيه بمصفاة المراقبة وتناوله بكف الصدق واشربه من كأس الإستغفار وتمضمض بالورع وابتعد عن الحرص والطمع تُشفى من مرضك بإذن الله))
قد تكون كلمات قلائل ولكنها تحمل بين طياتها الكثير والكثيرمن المعانى الهادفة
الإخلاص
فالإخلاص هو حقيقة الدين ومفتاح دعوة الرسل -عليهم السلام- كما قال تعالى :
(((وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء)))
فالإخلاص هو لب العبادة وروحها .
من أقوال السلف عن الإخلاص
ال ابن حزم -رحمه الله- : النية سر العبودية ، وهى من الأعمال بمنزلة الروح من الجسد ، ومحال أن يكون فى العبودية عمل لا روح فيه ، إذ هو بمنزلة الجسد الذى لا روح فيه ، فهو جسد خرب.
قال سهل : ليس شيء أشق على النفس من الإخلاص لإنه ليس لها فيه نصيب .
قال ابن القيم : لا شيء أفسد للأعمال من العجب ورؤية النفس .
وقال الربيع : كل ما لا يراد به وجه الله يضمحل .
قال ابن المبارك : رب عمل صغير تكبره النية.
قال بشر بن الحارث : لا تعمل لتذكر ، اكتم الحسنة كما تكتم السيئة .
وقال الفضيل بن عياض : إنما يريد الله منك نيتك وإرادتك.
وقال سهل بن عبدالله : ليس شيء اشق من الإخلاص لأنه ليس لها فيه نصيب.
وقال سفيان الثوري : ما عالجت شيئاً أشد علي من نيتي .
وقال إبراهيم بن أدهم : ما صدق عبد أحب الشهرة.
وقال بشر الحافي : لا يجد حلاوة الآخرة رجل يحب أن يعرفه الناس
وقال الشافعي : وددت أن الناس تعلموا هذا العلم ولا ينسب لي منه شيء
وقال سعيد بن الحداد : ما صدّ عن الله مثل طلب المحامد وطلب الرفعة