السؤال
من موقع اسلام ويب
ابني عمره 6 أشهر، ودائم البكاء، وقليل النوم، وعندما نقرأ عليه الرقية الشرعية يهدأ وينام، وتتكرر هذه الحالة دائماً، فما هو الحل لهذا الموضوع؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Om ziad حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فأول ما نبدأ به هو أننا نسأل الله عز وجل أن يبارك لك في هذا المولود الذي لا زال ضيفاً جديداً حلَّ عليكم، فنسأل الله جل وعلا أن يجعله من المباركين وأن يجعله قرة عين لوالديه وأن يفتح لكم جميعاً من بركاته ورحماته، ((رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا))[الفرقان:74].
وما أشرت إليه من أن ولدك دائم البكاء وقليل النوم، وأنك عندما تقرئين عليه الرقية الشرعية فإنه يهدأ وينام، وتتكرر هذه الحالة كثيراً، فهذا أمر تفسيره واضح وهو أن الرقية الشرعية التي منَّ الله تعالى على عباده بها من الأمور النافعة غاية النفع، فإن الله جل وعلا قد أنزل كتابه العزيز شفاء ودواءً، قال تعالى: ((وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ))[الإسراء:82] فقوله: (شِفَاءٌ) يتناول شفاء الأرواح والأبدان؛ ولذلك كان النبي - صلوات الله وسلامه عليه يحثنا على الرقية المشروعة بكتاب الله وبالأدعية الثابتة عنه -صلوات الله وسلامه عليه- ونحوها من الأدعية، وتجوز أيضاً بالأدعية المشروعة المباحة.
ومع هذا فإن من خير ما تقومين به هو أن تجمعي الأمرين: بين الفحص الطبي العضوي، وبين استعمال الرقية، فينبغي أن يكون هنالك فحص لولدك لدى طبيبة الأطفال لتنظر في الأسباب التي تؤدي إلى بكائه، فإن هنالك أموراً كثيرة قد تؤدي إلى حصول البكاء للأطفال خاصة في هذا السن كحصول الالتهابات في الأذن أو في الحنجرة أو حصول الإمساك أو الغازات الموجودة في البطن وغير ذلك من الأمور المعروفة التي يعرفها أهل هذا الشأن، فينبغي مراجعة الطبيبة للاطمئنان على الولد من الناحية العضوية، وهذا لا يتعارض مع الاستمرار بالرقية المشروعة، لأنها بحمد الله عز وجل تشرع في جميع الأحوال، ولكن المطلوب هو جمع الأمرين فإن هذا من أحسن ما تقومين به.
فقد ظهر لك تفسير حصول هدوئه في نومه وصحوه إذا استعمل له الرقية المشروعة.
مضافاً إلى ذلك: أن من الأسباب الواردة حصول العين والحسد وهذا أمر ثابت في كتاب الله وسنة رسوله صلى عليه وسلم، حتى إن الله جل وعلا قد ختم كتابه بالمعوذتين، قال تعالى: ((قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ))[الفلق:1-5]^ وخرجا في الصحيحين عن النبي صلى عليه وسلم أنه قال: (العين حق). وقد يكون هذا أمراً ظاهراً في مثل حال ولدك لاسيما إذا كان ذا وسامة، ومنظر جميل، فينبغي أن تعتني برقيته بالأذكار المشروعة، مضافاً إلى ذلك: أن تحرصي على رقيته في الصباح والمساء، فإن هذا من البركة العظيمة التي ينالها بإذن الله عز وجل.
هذا مع الانتباه العظيم إلى أمر التوكل على الله واعتماد القلب عليه، قال تعالى: ((وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ))[الأنعام:17]. فأنت تعتمدين بقلبك على ربك وتأخذين بالأسباب المشروعة ومنها الرقية التي تحرصين عليها، فبذلك تقر عينك وتهدأ نفسك حتى لا يصيب الإنسان الفزع والجزع من هذه الأمور.
وها هنا أدعية حسنة ثابتة عن النبي -صلوات الله وسلامه عليه- نقتطف لك باقة منها، فمن ذلك أن تضعي يدك اليمنى على رأس ولدك وأن تمسحي عليه وتقولي: (اللهم رب الناس أذهب البأس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاءً لا يغادر سقماً). ومنه أيضاً أن تضعي يدك على بطن الولد مثلاً أو المحل الذي يؤلمه ثم تقولين: (بسم الله، بسم الله، بسم الله، أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما تجدُ وتحاذرُ). ومنها أيضاً: (أعيذك بكلمات الله التامات من شر ما خلق، أعيذك بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه ومن شر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون، وأعيذك بكلمات الله التامات من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة، وأعيذك بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهنَّ بر ولا فاجر من شر ما خلق وذرأ وبرأ ومن شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها ومن شر ما ذرأ في الأرض ومن شر ما يخرج منها ومن كل ذي شرٍّ لا تطيق شره، ومن شر فتن الليل والنهار ومن شر طوارق الليل والنهار إلا طارقاً يطرق بخير يا رحمن).
ومنها أيضاً: (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) ثلاث مرات. ومنها أيضاً: رقية جبريل التي رقى بها النبي صلوات الله وسلامه عليه: (بسم الله أرقيك، من كل داء يؤذيك، من شر كل عينٍ أو نفس حاسد الله يشفيك، بسم الله أرقيك).
فهذه كلها ثابتة عن النبي صلوات الله وسلامه عليه، فاحرصي على رقية ولدك وقبل ذلك الاعتماد على الله جل وعلا، ونسأل الله جل وعلا أن يبارك لك فيه وأن يعافيه من كل سوء وأن يجعله قرة عين لوالديه.
وبالله التوفيق.
_________________
شات طريق الاسلام
اللهم ارحمنا وارفعنا بالقران العظيم الذي ايدت سلطانه وقلت يا اعز من قائل سبحانه فاذا قرانه فاتبع قرأنه ثم ان علينا بيانه احسن كتبك نظاما وافصحها كلاما وابينها حلالا وحراما ظاهر البرهان محكم البيان محروس من الزياده والنقصان فيه وعد ووعيد وتخويف وتهديد لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد