بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ } (البقرة/197)
1= إذا وصل الحاج مريد النُسك إلى الميقات المكاني فإنه يُستحبُ له أن يأخذ ما يحتاج إلى أخذه من شعر، يحل أخذه، كشعر الإبط والعانة والشارب.
2= ويُستحب له أن يقلم أظافره.
3= ويُستحب له أن يغتسل.
4= ويُستحب له أن يتطيب في بدنه.
5= ويَتَجرد الرجل من المخيط، قبل نية الدخول في النسك.
6= ويلبس الرجل إزارًا ورداءً نظيفين أبيضين.
7= وتُحْرِم المرأةُ فيما شاءت من ثياب.
8= ويغطي الرجل كتفيه بردائه.
9= ويُهل (يرفع صوته) بنسكه الذي يريد (إفراد تمتع قران).
10= المفرد يقول: لبيك اللهم حجًا . المتمتع يقول: لبيك اللهم عمرة . والقارن يقول: لبيك اللهم عمرة وحجًا.
11= والأفضل أن يكون إهلاله إذا استوى على دابته.
12= وإن كان المُحْرِم يخاف من عائق يمنعه من إتمام نُسكه كمرض أو قطع طريق أو نحو ذلك فإنه يَشْتَرِط بأن يقول: وإن حَبَسَنِي حَابِسٌ فإن مَحِلِّي حيث حبستني.
13= ويُستحب أن يكون عند إهلاله مستقبلاً القبلة ويقول: اللهم هذه حجة لا رياء فيها ولا سمعة.
14= ويَشْرَعُ في التلبية بأن يقول: (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك).
15= وكان الصحابة يزيدون: لبيك ذا المعارج، لبيك ذا الفواضل.
16= ويسن أن يرفع صوته بالتلبية.
17= فإذا وصل مكة استحب له أن يغتسل.
18= فإذا أراد أن يطوف اضطبع الرجل بأن يكشف عن كتفه الأيمن، ويغطي كتفه الأيسر بردائه.
19= ويشترط أن يكون حال الطواف متوضئاً.
20= ويستحب أن يستلم الحجر الأسود ويقبِّله.
21= فإن لم يمكنه ذلك استلمه بيده، وقَبَّل يده، فإن لم يمكنه ذلك يشير إليه بيده، ولا يقبِّلها، ويفعل ذلك عند كل شوط.
22= ويبدأ كل شوط بالتكبير، وإن ابتدأ الطواف ببسم الله والله أكبر فحسن.
23= وإذا أتى الركن اليماني استلمه ولم يقبِّله، فإن لم يمكنه استلامه فإنه لا يشير إليه، ولا يكبر.
24= ويقول بين الركنين وهما: الركن اليماني والحجر الأسود: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ } (البقرة/201)
25= ويدعو في بقية الطواف بما شاء.
26= ويستحب أن يَرْمُلَ في الأشواط الثلاثة الأولى -والرَّمَل فوق المشي ودون العدو- ويمشي في الأشواط الأربعة الباقية.
27= فإذا أتم سبعة أشواط غطى كتفيه بردائه.
28= ثم نفذ إلى مقام إبراهيم فقرأ: (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى) (البقرة/125).
29= ويصلي ركعتين خلف المقام يقرأ في الأولى بسورة (الكافرون) وفي الثانية بسورة (الإخلاص).
30= فإن لم يتمكن من الصلاة خلف المقام لزحام ونحوه، صلى في أي مكان من المسجد.
31= وهذا الطواف هو طواف القدوم للمفرد والقارن وطواف العمرة للمتمتع.
32= ثم يشرع له أن يشرب من زمزم، ويصب على رأسه.
33= ثم يرجع إلى الحجر الأسود، فيستلمه إن تيسر.
34= ثم يخرج إلى الصفا، ويقرأ قول الله عز وجل: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ } (البقرة/158).
35= ثم يرقى الصفا حتى يرى البيت، ويستقبل القبلة، ويرفع يديه، ويقول: (الله أكبر ثلاثاً، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده).
36= يفعل ذلك ثلاث مرات ويدعو بينها طويلاً.
37= ثم ينزل ماشياً إلى المروة، ويسعى بين الميلين الأخضرين سعياً شديداً، وذلك للرجال دون النساء.
38= ثم يمشي حتى يرقى المروة، فيصنع عليها مثل ما صنع على الصفا، وهذا شوط.
39= ثم من المروة إلى الصفا شوط آخر حتى يتم السعي سبعة أشواط.
40= وهذا سعي الحج للمفرد والقارن.
41= ولا يتحللان بعده، بل يبقيان بإحرامهما، وهو سعي العمرة للمتمتع.
42= ويتحلل المتمتع من عمرته بتقصير شعره.
43= ثم يلبس ملابسه العادية.
44= حتى إذا كان يوم التروية -وهو يوم الثامن من ذي الحجة- أحرم المتمتع بالحج من مكانه، وكذا غيره من المحلين بمكة وقربها.
45= ويُستحب له أن يفعل ما فعله عند الميقات من الاغتسال والتطيب والتنظف.
46= ويتوجه جميع الحجاج إلى منى مُلبِّين.
47= ويصلُّون في منى الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر بقصر الرباعية من غير جمع.
48= ثم في صبيحة اليوم التاسع يسير الحاج إلى عرفة.
49= فإنْ تيسَّر له أن ينزل بنمرة إلى الزوال فحسن.
50= وإذا زالت الشمس خطب الإمام أو نائبه خطبة قصيرة.
51= ثم يصلي الظهر والعصر قصراً وجمعاً في وقت الظهر.
52= ثم يدخل عرفة، ويجب على الحاج أن يتيقن أنه في داخل حدود عرفة.
53= ويستقبل القبلة، ويرفع يديه يدعو ويلبي، ويحمد الله، ويجتهد في التضرع والذكر والدعاء في ذلك اليوم العظيم.
54= وأفضل ما يقال في ذلك اليوم: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير).
55= ويكون في ذلك اليوم مفطراً؛ لأنه أقوى له على العبادة.
56= ولا يزال واقفاً متضرعاً متذللاً، إلى أن تغرب الشمس.
57= فإذا غربت أفاض من عرفة بسكينة، ويسير ملبِّياً حتى يأتي مزدلفة فيصلي بها المغرب والعشاء جمعاً ويقصر العشاء.
58= ورُخص للضعفة والنساء والأطفال أن يخرجوا من مزدلفة بليل (بعد منتصف الليل).
59= ويبقى الأقوياء في مزدلفة حتى يصلوا الفجر.
60= ثم يستقبل الحاج القبلة ويحمد الله ويكبره ويهلله حتى يسفر جداً.
61= ثم يدفع من مزدلفة قبل طلوع الشمس، وعليه السكينة، ملبياً.
62= ويلتقط الحصيات من الطريق استعدادًا لرجم الجمرات في منى.
63= حتى إذا أتى جمرة العقبة رماها بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة.
64= ثم يقطع التلبية.
65= ثم ينحر هديه، ويستحب أن يأكل منه.
66= ثم يحلق رأسه.
67= ثم يطوف طواف الإفاضة.
68= ويسعى سعي الحج إن كان متمتعاً، أو كان مفرداً أو قارناً ولم يسع مع طواف القدوم.
69= والسنة ترتيب هذه الأعمال: الرمي، فالذبح، فالحلق، أو التقصير، فإن قدَّم واحداً منها على آخر فلا حرج.
70= وإذا فعل اثنين من ثلاثة أعمال -رمي جمرة العقبة، والحلق أو التقصير، والطواف مع السعي، إن كان عليه سعي- تحلل التحلل الأول وحل له كل شيء حرم عليه بالإحرام إلا النساء.
71= فإذا فعل الثلاثة تحلل التحلل الأكبر فيحل له كل شيء حتى النساء.
72= ويبيت بمنى ليلة الحادي عشر والثاني عشر وجوباً.
73= ويرمي الجمرات الثلاث يوم الحادي عشر بادئاً بالصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى وكذلك في اليوم الثاني عشر.
74= ويبدأ وقت الرمي من الزوال (بعد صلاة الظهر) إلى طلوع الفجر.
75= وإذا رمى الجمرة الصغرى سُنَّ له أن يتقدم قليلاً عن يمينه، ويقوم مستقبلاً القبلة رافعاً يديه يدعو.
76= وإذا رمى الجمرة الوسطى سُنَّ له أن يتقدم، ويأخذ ذات الشمال ويستقبل القبلة، ويقوم طويلاً يدعو رافعاً يديه.
77= ولا يقف بعد جمرة العقبة وهي الجمرة الكبرى.
78= فإن أراد أن يتعجل فإنه يجب عليه أن يخرج من منى يوم الثاني عشر قبل غروب الشمس.
79= فإن غربت عليه الشمس في منى مختاراً، وجب عليه مبيت ليلة الثالث عشر في منى.
80= ثم إذا أراد أن يرجع لأهله وبلده وجب عليه أن يذهب لمكة ليطوف طواف الوداع، ويجعل آخر عهده بالبيت الطواف، ويسقط هذا الطواف عن الحائض والنفساء.
= الأصل في ذلك كله حديث جابر (رضي الله عنه) المشهور في صحيح مسلم برقم (1216).
وصلى اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
_________________
شات طريق الاسلام
اللهم ارحمنا وارفعنا بالقران العظيم الذي ايدت سلطانه وقلت يا اعز من قائل سبحانه فاذا قرانه فاتبع قرأنه ثم ان علينا بيانه احسن كتبك نظاما وافصحها كلاما وابينها حلالا وحراما ظاهر البرهان محكم البيان محروس من الزياده والنقصان فيه وعد ووعيد وتخويف وتهديد لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد