في الخطوات السابقة تحدثنا عن الخطوات الأولية التي لا بد منها لعلاج كل من ابتلي بالنظر إلى المناظر الخليعة على النت . و نريد الآن أن نتحدث عن ظاهرة تتكرر كثيرا عند كل من يحاول أن يقلع عن المواقع الإباحية ثم يعود لها . فبعض الأشخاص يتوقف لمدة 3 أسابيع مثلا أو حتى شهر ثم ما يلبث أن يعود . و السبب هو عدم ملاحظة الأخطاء التي قام بها في الماضي و كذلك سوء التعامل مع اشتداد الشهوة و الاستسلام السريع لها . لا تعد نفس الأخطاء لا بد من تجنب الوقوع في الأخطاء التي قادتك إلى المواقع الإباحية في الماضي و حتى تتجنبها لا بد أن تدرس الأمر بعناية و أن تطرح على نفسك السؤال الآتي : ما هو السبب الذي كان دائما يدفعني إلى النظر إلى الإباحية ؟ و لمساعدتك على الإجابة على هذا السؤال نقدم لك بعض الأسباب المتكررة لدى أغلب المبتلين بالإباحية : 1-هناك مثلا من تشكل الإباحية بالنسبة له مهربا من المشاكل و الأزمات التي يمر بها ، فتجده حين تكثر عليه المشاكل في العمل أو حين يحس بحزن و غضب يتوجه إلى المواقع الإباحية كنوع من ال antistress ولا يدري أنه يزيد بهذا الطين بلة . و هذه الحالة هي نفسها في كثير من حالات الإدمان و مدمن السيجارة و المخدرات و القمار أو حتى الطعام ما أن يحزبه أمر حتى يتوجه إلى المادة التي يدمنها ليخفف عن نفسه . فإذا كنت من هذا النوع لا بد أن توطن نفسك حين تشعر بأي قلق أو غضب على عدم الهروب من الواقع إلى الخيال القاتل المتمثل في الإباحية و استبدال هذا بالتوجه إلى الله عز و جل بأن يفك كربتك و يصلح أمورك ،;أن المشاكل و الهموم إنما هي ابتلاءات من الله سبحانه ليختبر عباده و ليمحصهم . و قد فشل في الإمتحان من استبدل الدعاء و الصلاة و العمل بالاستسلام و المعصية و سوء الظن بالله . و تذكر أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ عِنْدَ الْكَرْبِ "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَرَبُّ الْأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ " صحيح مسلم . 2 - هناك من يتوقف عن مشاهدة الإباحية مدة حتى يصير أقوى على مقاومة الشهوة فلا يعود إلى البحث عنها . لكنه ما أن يجد نفسه جالسا أمام النت و باب غرفته مغلق حتى تستعر شهوته بعد هن كانت خامدة . و إذا أضيف إلى ذلك عدم مراقبة الله كان الوقوع حتميا . فلذلك لا بد من تجنب الوقوع في هذا الموقف . إذا علمت مثلا أنك ستكون وحدك في البيت ليومين, فحاول ما أمكن أن تتجنب هذه الوحدة . أخرج ، املئ وقتك ، قابل أصدقاءك ,لا تشعل الحاسوب ، المهم أن لا تجد نفسك وحيدا أمام الحاسوب . 3- هناك من يقع في المواد الإباحية عندما يجد نفسه فارغا و قد سبق أن تحدثنا في خطوات سابقة عن ضرورة التغلب على الفراغ .
تلك فقط أمثلة و على كل من ابتلي بالصور الإباحية أن يبحث في نفسه و في تاريخه مع الإباحية عن الأسباب الحقيقية التي كانت دائما تدفعه إلى الوقوع في الفاحشة .
ماذا تفعل إذا اشتدت بك الشهوة | الغافل هو الذي يختلي بما حرم الله و ينسى اطلاع الله عليه |
أولا لا بد أن تعلم أن المطلوب أن لا تصل إلى مرحلة اشتداد الشهوة و ذلك بغض البصر و تجنب الفكر في الفاحشة إضافة إلى تطبيق كل ما سبق أن قلناه . فمثل ردّ الشهوة في أول انبعاثها كصرف عنان الدابة عن توجهها إلى باب دار تدخله، فما أهون منعها وصرف عنانها. ومثل علاجها بعد استحكامها كأن تترك الدابة، حتى تدخل وتجاوز الباب، ثم تأخذ بذنبها جاراً لها إلى وراء، وما أعظم التفاوت بين الأمرين! فليكن الاحتياط في بدايات الأمور . و لكن نفترض أن ذلك وقع و اشتدت بك الشهوة و بدأ صوت العقل يخفت بداخلك بينما ارتفع صوت الرغبة و زين لك الشيطان الذهاب على المواقع الإباحية فإليك خطوات عملية للتخفيف من الشهوة و تجنب الوقوع في المحظور : 1- أن تتذكر الله سبحانه و تعالى و نظره إليك و أن تستعين به على نفسك متمثلا قول يوسف عليه السلام لامرأة العزيز حين غلقت الأبواب و دعته إلى نفسها : "قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون" .سورة يوسف . 2 - أن تدرك أن تلك الشهوة لن تقف بك عند حد:فمن عطشت نفسه إلى المحرمات والشهوات كان ريُّه لها كري العاطش لنفسه من ماء البحر ، فلو عرضت عليه نساء بغداد لما استعاض بهن على نيل ذلك الأرب كما ذكر بعض السلف!!! فلن تنطفئ الشهوة لا بالنظر إلى الصور الإباحية و لا بممارسة الإستمناء. 3- أن تهرب من المكان الذي توجد فيه لا سيما إذا كنت وحدك مع جهاز حاسوب . و لا تضحك على نفسك بأن تقنعها أنك سوف تقعد فقط لمطالعة الأخبار على النت و أنت تشتعل شهوة بداخلك . و تذكر كيف أن سيدنا يوسف هرب من امرأة العزيز و أراد أن يخرج من الحجرة التي كانا فيها ، فالأفضل أن تخرج من البيت ، اذهب إلى المسجد أو التق أحد أصدقائك أو أخرج لممارسة الرياضة . 4- أن تتذكر ما ستشعر به مباشرة بعد قضاء الشهوة و أن تتذكر أن دقيقة اللذة التي قد تعيشها لا تساوي بالمرة ساعات الندم و الحزن الشديد الذان يرافقانها . 5 -أن تعلم أن المسألة فقط صبر ساعة و بعدها تعود الأمور كما كانت و تخفت الشهوة . 6 - أن تتفكر في الأضرار الدينية و الدنيوية للأفلام و الصور الإباحية و قد تحدثنا في مقالات سابقة عن جل هذه الأضرار. |