رضا البطاوى مشرف عام
عدد المساهمات : 934 نقاط : 181400 تاريخ التسجيل : 25/01/2020
| موضوع: نقد كتاب قَضاء حُقوق المؤمنين الخميس يوليو 11, 2024 6:31 am | |
| نقد كتاب قَضاء حُقوق المؤمنين الكتاب تأليف سديد الدين أبي علي بن طاهر الصُّوري مِنْ أعلام القرنِ السّادس الهجري وقد استهل بمقدمة بين فيها أن العمل الصالح لا ينفع إلا مع الإيمان فقال: طإعلم أيّها الطالب ـ أعانك الله على بلوغ درجة المؤمنين، والخروج من حزب المقلّدين ـ أنّ الاِيمان شرط في استحقاق الثواب مع مشقة فعل ما أمر به وترك ما نهى عنه، وكذلك الأمن من الخلود في العقاب الدائم، يحصلان بوجودها، ويرتفعان بعدمها، وكذلك استحقاق ما يستحقه المؤمن على أخيه المؤمن في دار التكليف، من إيصال المنافع إليه والمسارّ، ودفع الهموم عنه والمضار، ومن لم يكن مؤمناً، لا يستحقّ ثواباً، ولا يأمن عقاباً، ولا حقّ له على المؤمن، فيجب أن يكون كلّ واحد منهما ـ أعني المنعم والمنعم عليه ـ مؤمناً، ليختصّ به ما أذكره من الأخبار المروية عن الصادقين، محمد و أهل بيته ولا يستحقون شيئاً من ذلك، إلاّ بشرط أن يكونوا مؤمنين، فإن الإشارة بها إليهم، وهي مقصورة عليهم، لا يشاركهم فيها غيرهم. فإذا رغبت أيها الطالب أن تعرف المؤمن من هو بحقيقة الايمان، فإنّك تقف منه على العلم بما أشرت إليه، ودللتك عليه، فيفصل بيّن ذلك بين من هو مؤمن، ومن ليس كذلك، فتميّز المستحق ممن ليس بمستحق، فتعلم من قد رغب به عن النبي (ص)، والأئمة الأطهار إليه، وحثّوا المؤمنين عليه فما جاء من الأخبار في الحثّ على القيام بحقوق المؤمنين لبعضهم بعضاً: 1ـ قول النبي (ص): إنّ الله في عون المؤمن، مادام المؤمن في عون أخيه المؤمن ومن نفّس عن أخيه المؤمن كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه سبعين كربة من كرب الآخرة." الخطأ أن أجر تنفيس الكربة تنفيس70 كربة عن المؤمن وهو ما يخالف الأجر هو عشر حسنات كما قال تعالى " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها: 2ـ وقال (ص): أحبّ الاَعمال إلى الله عزّ وجلّ، سرور يدخله مؤمن على مؤمن، يطرد عنه جوعه، أو يكشف عنه كربه." الخطأ أن أحب الأعمال إدخال السرور على المؤمن وهو ما يناقض كونه الجهاد لقوله تعالى "فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة " 3ـ وقال (ص): سباب المؤمن فسوق، (وقتال المؤمن كفر) وأكل لحمه معصية الله، وحرمة ماله كحرمة الله." المستفاد حرمة سب المؤمن وقتاله وهو لعنه واغتيابه وأخذ ماله 4ـ عدة المؤمن أخذ باليد. يحثّ (ص) على الوفاء بالمواعيد، والصدق فيها، يريد أنّ المؤمن إذا وعد كان الثقة بموعده كالثقة بالشيء إذا صار باليد. 5ـ وقال (ص): المؤمنون عند شروطهم. 6ـ نية المؤمن خير من عمله." الخطأ كون النية أبلغ من العمل والحق أن النية لا ثواب عليها لكونها ليست عملا كما قال تعالى "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها" ولو كانت النية تنفع لكانت نية النصارى الذين ترهبنوا الجنة مع أنهم عصوا أحكام الله بعدم الزواج والصوم المستمر ولكانت نية فرعون الإيمان نفعته عند الموت 7ـ لا يحلّ للمؤمن أن يهجر أخاه فوق ثلاث." المستفاد حرمة قطيعة المسلم لأخيه ثلاثة أيام 8ـ من عارض أخاه المؤمن في حديثه فكأنّما خدش وجهه." الخطأ حرمة معارضة المؤمن في الحديث وهو ما يخالف وجوب معارضته عن الحديث المخالف لدين الله من باب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر 9ـ وقال أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ـ فيما أوصى به رفاعة بن شداد البجلي قاضي الاَهواز في رسالة إليه ـ: دار المؤمن ما استطعت، فإنّ ظهره حمى الله، ونفسه كريمة على الله، وله يكون ثواب الله، وظالمه خصم الله فلا تكن خصمه" وجوب مساعدة المؤمن حسب حدود الله 10ـ وقال رسول الله (ص): لا تحقروا ضعفاء إخوانكم، فإنّه من احتقر مؤمناً لم يجمع الله بينهما في الجنّة إلاّ أن يتوب." المستفاد حرمة احتقار المسلم للمسلم 11ـ وقال : لا يكلّف المؤمن أخاه الطلب إليه إذا علم حاجته." المستفاد حرمة طلب المسلم من المسلم شىء إذا كان يعلم أنه لا يملك شىء 12ـ وقال مخاطباً للمؤمنين: تزاوروا وتعاطفوا وتباذلوا، ولا تكونوا بمنزلة المنافق الذي يصف ما لا يفعل." المستفاد تزاور المسلمين مباح وتعاونهم واجب 13ـ وقال : اطلب لأخيك عذراً، فإن لم تجد له عذراً فالتمس له عذراً" المستفاد التماس المسلم العذر لأخيه المسلم إذا أخطأ 14ـ وقال الصادق جعفر بن محمد : ما من جبّار إلاّ وعلى بابه ولي لنا، يدفع الله به عن أوليائنا، اولئك لهم أوفر حظّ من الثواب يوم القيامة" الخطأ أن الولى المدافع أوفر حظّ من الثواب يوم القيامة وهو ما يناقض كونه المجاهد لقوله تعالى "فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة " 15ـ وقال : المؤمن المحتاج رسول الله تعالى إلى الغنّي القويّ، فإذا خرج الرسول بغير حاجته، غفرت للرسول ذنوبه، وسّلط الله على الغنيّ القويّ، شياطين تنهشه قال: قلت: كيف تنهشه؟ قال: يخلّى بينه وبين أصحاب الدنيا، فلا يرضون بما عنده حتى يتكلّف لهم: يدخل عليه الشاعر فيسمعه فيعطيه ما شاء، فلا يؤجر عليه، فهذه الشياطين الذي تنهشه." الخطأ تسليط الشياطين على الغنى حتى يأخذوا منه إذا لم يعط الفقير وهو ما يخالف أن الله يزيد الأغنياء وهم الكفار إلا ما ندر أحيانا الرزق استدراجا لهم كما قال تعالى"ولا يحسبن الذين كفروا إنما نملى لهم خيرا لأنفسهم إنما نملى لهم ليزدادوا إثما" 16ـ وعنه أنّه قال: ما على أحدكم أن ينال الخير كلّه باليسير، قال الراوي: قلت: بماذا جعلت فداك؟ قال: يسرّنا بإدخال السرور على المؤمنين من شيعتنا." المستفاد وجوب افراح المسلمين بأى شىء من الخير 17ـ وعنه أنّه قال لرفاعة بن موسى وقد دخل عليه: يا رفاعة ألا اُخبرك بأكثر الناس وزراً؟ قلت: بلى جعلت فداك، قال: من أعان على مؤمن بفضل كلمة ثم قال: ألا اُخبركم بأقلّهم أجراً؟ قلت: بلى جعلت فداك، قال: من ادّخر عن أخيه شيئاً ممّا يحتاج إليه في أمر آخرته ودنياه، ثم قال: ألا اُخبركم بأوفرهم نصيباً من الاِثم؟ قلت: بلى جعلت فداك، قال: من عاب عليه شيئاً من قوله وفعله، أو ردّ عليه احتقاراً له وتكبراً عليه. ثم قال: أزيدك حرفاً آخر يا رفاعة، ما آمن بالله، ولا بمحمد، ولا بعلي من إذا أتاه أخوه المؤمن في حاجة لم يضحك في وجهه، فإن كانت حاجته عنده سارع إلى قضائها، وإن لم يكن عنده تكلّف من عند غيره حتى يقضيها له، فإذا كان بخلاف ما وصفته فلا ولاية بيننا وبينه." الرواية بها أخطاء أولها أن الفرد مأجور بأجر قليل إذا ادّخر عن أخيه شيئاً ممّا يحتاج إليه في أمر آخرته ودنياه وهو ما يخالف كونه آثم مذنب لا يأخذ أجر لأنه أتى جريمة أى سيئة وهى منع العون وهى من صفات الكفار والمنافقين كما قال تعالى " ويمنعون الماعون" 18ـ وعنه في حديث طويل، قال في آخره: إذا علم الرجل أنّ أخاه المؤمن محتاج فلم يعطه شيئاً حتى يسأله ثم أعطاه لم يؤجر عليه." الخطأ أنه العطاء بالسؤال لا أجر عليه وهو ما يخالف أنه له أجر إن تاب من المنع من المنع كما قال تعالى مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء" 19ـ وعنه أنّه قال لبعض أصحابه: خياركم سمحاؤكم، وشراركم بخلاؤكم، فمن صالح الأعمال برّ الاِخوان، والسعي في حوائجهم، ففي ذلك مرغمة للشيطان، وتزحزح عن النيران، ودخول الجنان، اخبر بهذا غرر أصحابك، قال: قلت: من غرر أصحابي جعلت فداك؟ قال: هم البررة بالاِخوان في العسر واليسر." الخطأ ان الخيار هم السمحاء والشرار هم البخلاء وهو ما يخالف أن الخيار هم المسلمون والأشرار هم الكفار كما قال تعالى "إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين فى نار جهنم خالدين فيها أولئك شر البرية" 20ـ وعنه أنّه قال: من مشى في حاجة أخيه المؤمن، كتب الله عزّ وجلّ له عشر حسنات، ورفع له عشر درجات، وحطّ عنه عشر سيّئات، وأعطاه عشر شفاعات." والخطأ أن المشى في حاجة اخيه يرفعه عشر درجات ويحط عنه عشر سيئات وهو ما يخالف التالى : -أن الجنة كلها درجتين واحدة للمجاهدين والثانية للقاعدين وفى هذا قال تعالى بسورة النساء"وفضل المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة ". -أن الحسنة تمحو كل السيئات وليس عشرا فقط كما قال تعالى "إن الحسنات يذهبن السيئات" 21ـ وقال : إحرصوا على قضاء حوائج المؤمنين، وإدخال السرور عليهم، ودفع المكروه عنهم، فإنّه ليس من الأعمال عند الله عزّ وجلّ بعد الاِيمان أفضل من إدخال السرور على المؤمنين" الخطأ أن أحب الأعمال إدخال السرور على المؤمن وهو ما يناقض كونه الجهاد لقوله تعالى "فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة " 22ـ وعن الباقر محمد بن علي ، أنّ بعض أصحابه (سأله فقال) : جعلت فداك إنّ الشيعة عندنا كثيرون، فقال: هل يعطف الغني على الفقير؟ ويتجاوز المحسن عن المسيء؟ ويتواسون؟ قلت: لا، قال : ليس هؤلاء الشيعة، الشيعة من يفعل هذا." الرواية مرة تثبت كون الفاعلين للخير شيعة بقولها ليس هؤلاء الشيعة ومرة تنفى عنهم ذلك بقولها الشيعة من يفعل هذا 23ـ وقال الكاظم موسى بن جعفر : من أتاه أخوه المؤمن في حاجة فأنما هي رحمة من الله ساقها إليه، فان فعل ذلك فقد وصله بولايتنا، وهي موصلة بولاية الله عزّ وجلّ، واّن ردّه عن حاجته وهو يقدر عليها، فقد ظلم نفسه وأساء إليها." المستفاد حرمة عدم قضاء حاجة المسام إن قدر الأخر عليها 24ـ قال رجل من أهل الري: ولّي علينا بعض كتّاب يحيى بن خالد، وكان عليّ بقايا يطالبني بها، وخفت من إلزامي إياها خروجا عن نعمتي وقيل لي: اّنّه ينتحل هذا المذهب، فخفت أن أمضي إليه وأمت به إليه، فلا يكون كذلك، فأقع فيما لا أحبّ، فاجتمع رأيي على أنّي هربت إلى الله تعالى وحججت ولقيت مولاي الصابر ـ يعني موسى بن جعفر ـ فشكوت حالي إليه فأصحبني مكتوباً نسخته: «بسم الله الرحمن الرحيم اعلم أنّ لله تحت عرشه ظلاً لا يسكنه إلاّ من أسدى إلى أخيه معروفا، أو نفّس عنه كربة، أو أدخل على قبله سروراً، وهذا أخوك والسلام».قال: فعدت من الحج إلى بلدي، ومضيت إلى الرجل ليلاً واستأذنت عليه وقلت: رسول الصابر ، فخرج إليّ حافياً ماشياً، ففتح لي بابه، وقبّلني، وضمّني إليه، وجعل يقبّل عيني، ويكرّر ذلك، كلما سألني عن رؤيته ، وكلّما أخبرته بسلامته وصلاح أحواله استبشر وشكر الله تعالى.ثم أدخلني داره، وصدّرني في مجلسه، وجلس بين يديّ، فأخرجت إليه كتابه ، فقبّله قائماً، وقرأه، ثم استدعى بماله وثيابه فقاسمني ديناراً ديناراً، ودرهماً درهماً، وثوباً ثوباً، وأعطاني قيمة ما لم يمكن قسمته، وفي كل شيء من ذلك يقول: يا أخي هل سررتك؟ فأقول: إي والله، وزدت على السرور، ثم استدعى العمل فأسقط ما كان باسمي، وأعطاني براءة ممّا يوجبه عليَّ منه وودّعته وانصرفت عنه فقلت: لا اقدر على مكافاة هذا الرجل إلاّ بأن أحج في قابل وأدعو له، وألقى الصابر واُعرّفه فعله، ففعلت، ولقيت مولاي الصابر ـ ـ وجعلت اُحدّثه، ووجهه يتهلّل فرحاً، فقلت: يا مولاي هل سرّك ذلك؟ فقال: اي والله لقد سرَّني، وسرَّ أمير المؤمنين، والله لقد سرَّ جدّي رسول الله ، ولقد سرّ الله تعالى." الخطأ وجود ظل تحت العرش وهو ما يخالف وجود الملائكة التى تحمله تحته كما قال تعالى "الذين يحملون العرش" 25ـ واستأذن علي بن يقطين مولانا الكاظم موسى بن جعفر في ترك عمل السلطان، فلم يأذن له، وقال: لا تفعل، فإنّ لنا بك أنساً، ولاِخوانك بك عزّاً، وعسى أن يجبر الله بك كسراً، أو يكسر بك نائرة المخالفين عن أوليائه يا علي كفارة أعمالكم الاِحسان إلى اخوانكم، اضمن لي واحدة وأضمن لك ثلاثاً، اضمن لي أن لا تلقى أحداً من أوليائنا إلاّ قضيت حاجته، وأكرمته، وأضمن لك أن لا يظلّك سقف سجن أبداً، ولا ينالك حدّ سيف أبداً، ولا يدخل الفقر بيتك أبداً، يا علي من سرَّ مؤمناً فبالله بدأ، وبالنبيّ ثنّى، وبنا ثلّث." الرواية تناقض تاريخ الأئمة نفسه فمنهم من سجن ومنهم من وقع تحت السيف فإذا كانوا يم يقدروا على منع السجن والسيف عنهم فكيف يأمنوا شيعتهم من هذا وهم لم يأمنوا أنفسهم " وإذا كان نبىكيوسف(ص) سجن فهل هم أفضل منه حتى لا يسجنوا؟ 26ـ وقال : إنّ لله تعالى حسنة ادّخرها لثلاثة: لإمام عادل،ومؤمن حكّم أخاه في ماله، ومن سعى لاَخيه المؤمن في حاجته." الرواية تنقض المذهب كله لأنها تقر بوجود إمام عادل ومن ثم إمام ظالم أى من أئمة الشيعة أنفسهم ظلمة 27ـ وقال جعفر بن محمد الفاطمي حججت ومعي جماعة من أصحابنا، فأتيت المدينة، فأفردوا لنا مكاناً ننزل فيه، فاستقبلنا أبو الحسن موسى بن جعفر على حمار أخضر، يتبعه طعام، ونزلنا بين النخل، وجاء فنزل واتي بالطست والأشنان، فبداً بغسل يديه، واُدير الطست عن يمينه حتى بلغ آخرنا، ثم اُعيد إلى من على يساره حتى أتى على آخرنا ثم قدّم الطعام فبدأ بالملح، ثم قال: كلوا بسم الله، ثم ثنى بالخل، ثم أتي بكتف مشويّ، فقال: كلوا بسم الله، فهذا طعام كان يعجب رسول الله ، ثمّ اُتي بسكباج فقال: كلوا بسم الله، فهذا طعام كان يعجب أمير المؤمنين ثم اُتي بلحم مقلوّ فيه باذنجان، فقال: كلوا بسم الله الرحمن الرحيم، فإنّ هذا طعام كان يعجب الحسن ، ثم اُتي بلبن حامض قد ثرد فيه، فقال: كلوا بسم الله فهذا طعام كان يعجب الحسين فأكلنا، ثم اُتي بأضلاع باردة، فقال: كلوا بسم الله، فإنّ هذا طعام كان يعجب علي بن الحسين ثم اُتي (بجبن مبزّر) ثم قال: كلوا بسم الله فإنّ هذا طعام كان يعجب محمد بن علي ، ثم اُتي بتور فيه بيض كالعجة فقال: كلوا بسم الله ، فإنّ هذا طعام كان يعجب أبا عبد الله ، ثم اُتي بحلوى، ثم قال: كلوا فإنّ هذا طعام يعجبني. ورفعت المائدة، فذهب أحدنا ليلقط ما كان تحتها، فقال : مه إنّ ذلك يكون في المنازل تحت السقوف، فأما في مثل هذا المكان فهو لعامّة الطير والبهائم، ثم اُتي بالخلال فقال: من حقّ الخلال أن تدير لسانك في فيك، فما أجابك ابتلعته، وما امتنع فبالخلال، واُتي بالطست والماء فابتدأ بأول من على يساره حتى انتهى إليه، فغسل ثم غسل من على يمينه إلى آخرهم.ثم قال: يا عاصم كيف أنتم في التواصل والتساوي ؟ قلت: على أفضل ما كان عليه أحد، قال: أيأتي أحدكم إلى دكان أخيه، أو منزله عند الضائقة فيخرج كيسه ويأخذ ما يحتاج إليه فلا ينكر عليه؟ قال: لا، قال: فلستم على ما اُحبّ في التواصل." الرواية مركبة فأى بطون تتسع لعشر أصناف من الأكل كل صنف منها وجبة بمفرده في وقت قصير ؟ قطعا من أكل هذا الطعام ومن قدمه ينطبق عليهم وصف الإسراف وهو ما حرمه الله بقوله "وكلوا واشربوا ولا تسرفوا" كما أن تلك الوجبات لا تتلاءم مع بعضها ومن ثم لابد أن يصاب من يأكلها بمغص أو الم في البطن 28ـ وقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب لكميل ابن زياد النخعي رحمه الله: يا كميل مُر أهلك أن يسعوا في المكارم، ويدلجوا في حاجة من هو نائم، فو الذي نفسي بيده ما أدخل أحد على قلب مؤمن سروراً إلاّ خلق الله من ذلك السرور لطفاً، فإذا نزلت به نائبة كان إليها أسرع من السيل في انحداره، حتى يطردها عنه، كما يطرد غريبة الاِبل." ليس بالضرورة أن من فعل خيرا بعدت عنه المصائب فكم فعل المسلمون الخير وقابلوا عليه بالشر كما قال تعالى " ادفع بالتى هى أحسن السيئة" 29ـ وروي عن الصادق أنّه قال: قضاء حاجة المؤمن أفضل من ألف حجّة متقبلة بمناسكها، وعتق ألف نسمة لوجه الله تعالى، وحملان ألف فرس في سبيل الله تعالى بسرجها ولجمها." الخطأ أن قضاء حاجة المؤمن أفضل من ألف حجّة متقبلة بمناسكها، وعتق ألف نسمة لوجه الله تعالى، وحملان ألف فرس في سبيل الله تعالى بسرجها ولجمها وهو ما يخالف كون الجهاد أفضل العمل كما قال تعالى "فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة " 30ـ وقال : مياسير شيعتنا أمناؤنا على محاويجهم فاحفظونا فيهم يحفظكم الله." الخطأ وجود مياسير ومحاويج فالله لم يشرع الفقر والغنى وإنما شرعه الكفار إنما شرع الله العطاء السواء وهو العدل فقال"وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين" 31ـ وعن إسحاق بن عمار، قال: قال أبو عبد الله الصادق : من طاف بهذا البيت طوافاً واحداً كتب الله له ألف حسنة، ومحا عنه ألف سيئة، ورفع له ألف درجة، وكتب له عتق ألف نسمة، وقضى له ألف حاجة، وغرس له ألف شجرة في الجنة. وقال: قلت: هذا كلّه لمن طاف بالبيت طوافاً واحداً؟ قال: نعم، أولا أخبرك بأفضل منه؟ قلت: بلى جعلت فداك، قال : قضاء حاجة المؤمن أفضل من طواف وطواف حتى عدّ عشرة." الخطأ أن أجر الطواف ألف حسنة، ومحا عنه ألف سيئة، ورفع له ألف درجة، وكتب له عتق ألف نسمة، وقضى له ألف حاجة، وغرس له ألف شجرة في الجنة وقضاء الحاجة أكثر منه وكل هذا يخالف التالى -أن الجنة كلها درجتين واحدة للمجاهدين والثانية للقاعدين وفى هذا قال تعالى بسورة النساء"وفضل المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة ". -أن الحسنة تمحو كل السيئات وليس عشرا فقط كما قال تعالى "إن الحسنات يذهبن السيئات" -أن اجر الطواف والقضاء عشر حسنات كما قال تعالى " من جاء بالحسنة فله عشر امثالها" إلا أن تكون الحاجة مالية فثوابها 700 حسنة أوالضعف وهو1400 حسنة 32ـ وعن ابن مهران قال: كنت جالساً عند مولاي الحسين بن علي ، فأتاه رجل فقال: يا ابن رسول الله إن فلانا له عليّ مال، ويريد أن يحبسني، فقال : والله ما عندي مال أقضي عنك، قال: فكلّمه، قال : فليس لي بهاُنس، ولكني سمعت أبي أمير المؤمنين يقول: قال رسول الله : من سعى في حاجة أخيه المؤمن فكأنّما عبد الله تسعة آلاف سنة صائماً نهاره، وقائماً ليله." الخطأ أنم اجر قاضى الحاجة ثواب9000سنة من الصيام والقيام وهو ما يخالف عشر حسنات كما قال تعالى " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها" إلا أن تكون الحاجة مالية فثوابها 700 حسنة أو الضعف وهو1400 حسنة كما قال تعالى"مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء" 33ـ وعن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله أنّه قال: يا مفضل كيف حال الشيعة عندكم؟ قلت: جعلت فداك ما أحسن حالهم وأوصل بعضهم بعضاً، وأبرّ بعضهم ببعض، قال: أيجيَ الرجل منكم إلى أخيه فيدخل يده في كيسه ويأخذ منه حاجته لا يجبهه ولا يجد في نفسه ألماً؟ قال: قلت: لا والله ما هم كذا، قال: والله لو كانوا كذا ثمَّ اجتمعت شيعة جعفر بن محمد على فخذ شاة لاَصدرهم : يا ابن أبي فاطمة إن العبد يكون بارّاً بقرابته، ولم يبق من أجله إلاّ ثلاث سنين فيصيّره الله ثلاثاً وثلاثين سنة، وإنّ العبد ليكون عاقّاً بقرابته وقد بقي من أجله ثلاث وثلاثون سنة فيصيّره الله ثلاث سنين، ثم تلا هذه الآية «يَمْحُو اللهُ مَا يَشاءُ وَ يُثْبتُ وَعِنْدَهُ اُمّ الكِتاب» قال: قلت: جعلت فداك فإن لم يكن له قرابة؟ قال: فنظر إليّ مغضباً، وردَّ عليَّ شبيهاً بالزبر: يا ابن أبي فاطمة لا يكون القرابة إلاّ في رحم ماسّة المؤمنون بعضهم أولى ببعض في كتاب الله، فللمؤمن على المؤمن أن يبره فريضة من الله، يا ابن أبي فاطمة تبارّوا وتواصلوا فينسىء الله في آجالكم، ويزيد في أموالك، وتعطون العاقبة في جميع اُموركم، وإن (صلاتهم وصومهم وتقرّبهم) الى الله أفضل من صلاة غيرهم، ثم تلا هذه الآية «وَمَا يُؤْمِنُ أكْثَرُهُم بِاللهِ إلاّ وِهُمْ مُشْرِكُونَ»." الخطأ أن البر يزيد العمر وهو يخالف أن العمر لا يتقدم ولا يتأخر ساعة وفى هذا قال تعالى "ما تسبق من أمة أجلها وما يستأخرون "وقال "إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون" 35ـ وقال أبو عبد الله لبعض أصحابه بعد كلام تقدم: إنّ المؤمنين من أهل ولايتنا وشيعتنا إذا اتقوا لم يزل الله تعالى مطلاً عليهم بوجهه حتى يتفرقوا، ولا يزال الذنوب تتساقط عنهم كما يتساقط الورق، ولا يزال يد الله على يد أشدّهم حبّاً لصاحبه." الخطأ التعبير بالاطلال بالوجه وهو تشبيه لله بالخلق مخالف لقوله تعالى" ليس كمثله شىء" 36ـ حدثنا إسماعيل بن مهران، عن محمد بن سليمان الديلميّ، عن إسحاق بن عمار، قال: قال لي إسحاق: لما كثر مالي أجلست على بابي بواباً يردّ عني فقراء الشيعة، فخرجت إلى مكة في تلك السنة فسلمت على أبي عبد الله فرد علي بوجه قاطب مزور فقلت له: جعلت فداك ماالذي غير حالي عندك؟ قال: تغيّرك على المؤمنين، فقلت: جعلت فداك والله إنّي لاَعلم أنّهم على دين الله ولكن خشيت الشهرة على نفسي. فقال: يا إسحاق أما علمت أنّ المؤمنين إذا التقيا فتصافحا أنزل الله بين إبهاميهما مائة رحمة، تسعة وتسعين لاَشدّهما حبّاً، فإذا اعتنقا غمرتهما الرحمة، فإذا التثما لا يريدان بذلك إلاّ وجه الله تعالى، قيل لهما: غفر لكما، فإذا جلسا يتساءلان قالت الحفظة بعضها لبعض: اعتزلوا بنا عنهما، فإنّ لهما سّراً وقد ستره الله عليهما، قلت: جعلت فداك فلا تسمع الحفظة قولهما ولا تكتبه وقد قال تعالى: «ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إلاّ لَدَيْهِ رَقيبٌ عَتِيد». فنكس رأسه طويلاً ثم رفعه وقد فاضت دموعه على لحيته وقال: إن كانت الحفظة لا تسمعه، ولا تكتبه فقد سمعه عالم السرّ وأخفى، يا إسحاق خف الله كأنّك تراه، فالله يراك، فإن شككت أنّه يراك فقد كفرت، وإن أيقنت أنّه يراك ثم بارزته بالمعصية فقد جعلته أهون الناظرين إليك." الأخطاء عدة الأول أن ثواب التصافح 100 منهم99 للبادىء وواحدة للثانى وهو ما يخالف كون الثواب عشرة لكل منهما كما قال تعالى ط من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها" الخطأ أن الحفظة يعتزلون المتحابين في مجلسهما فلا يكتبا عليهم شىء وهوما يخالف أنهما يكتبون كل لفظ في أى مكان كما قال تعالى "ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إلاّ لَدَيْهِ رَقيبٌ عَتِيد» 37ـ وعن إسحاق بن أبي إبراهيم بن يعقوب قال: كنت عند أبي عبد الله وعنده المعلّى بن خنيس إذ دخل عليه رجل من أهل خراسان، فقال: يا ابن رسول الله (موالاتي إيّاكم) أهل البيت، وبيني وبينكم شقة بعيدة، وقد قلَّ ذات يدي، ولا أقدر أتوجّه إلى أهلي إلاّ أن تعينني قال: فنظر أبو عبد الله يميناً وشمالاً، وقال: ألا تسمعون ما يقول أخوكم؟ إنّما المعروف إبتداءً فأمّا ما أعطيت بعد ما سئلت، فإنّما هو مكافاة لما بذل لك من وجهه ثم قال: فيبيت ليلته متأرّقاً متململاً بين اليأس والرجاء، لا يدري أين يتوجه بحاجته، فيعزم على القصد إليك، فأتاك وقلبه يجب وفرائصه ترتعد، وقد نزل دمه في وجهه، وبعد هذا فلا يدري أينصرف من عندك بكآبة الرد، أم بسرور التنجح، فإن أعطيته رأيت أنك قد وصلته، وقد قال رسول الله : والذي فلق الحبة وبرأ النسمة وبعثني بالحق نبيّاً لما يحشم من مسألته إياك، أعظم مما ناله من معروفك. قال: فجمعوا للخراساني خمسة آلاف درهم، ودفعوها إليه." نلاحظ الخبل في الرواية فالرجل طلب من أبى عبد الله وأبو عبد الله لم يعطه وطلب من الجلساء ان يعطوه فبدلا من أن يأمر نفسه بالخير أمر غيره ؟ 38ـ وعن أبي عبد الله ، قال ما عبد الله بشيء أفضل من أداء حقّ المؤمن. 39ـ وقال : وإن الله انتجب قوماً من خلقه لقضاء حوائج شيعته لكي يثيبهم على ذلك الجنّة" الخطأ أن الله اختار ناس لقضاء حوائج الخرين وهو ما يخالف ان المسلمين جميعا يقضون حاجات بعض وليس جزء قليل منهم لقوله تعالى "وتعاونوا على البر والتقوى" 40ـ وعنه ، قال: ما من مؤمن يمضي لأخيه المؤمن في حاجة فينصحه فيها إلاّ كتب الله له بكل خطوة حسنة، ومحا عنه سيئة، قضيت الحاجة أم لم تقض، فإن لم ينصحه فيها خان الله ورسوله، وكان النبي خصمه يوم القيامة." الخطأ أن ثواب قضاء الحاجة بكل خطوة حسنة، ومحا عنه سيئة وهو ما يخالف كون الثواب 10 حسنات لقوله تعالى " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها" بينما عدد الخطوات أكثر من هذا كما ا، الحسنة تمحو كل السيئات كما قال تعالى "إن الحسنات يذهبن السيئات" 41ـ وقال : إنّ لله تبارك وتعالى حرمات: حرمة كتاب الله، وحرمة رسول الله ، وحرمة بيت المقدس، وحرمة المؤمن." المستفاد وجود حرمات متعددة 42ـ وقال إسماعيل بن عباد الصيرفي: قلت لاَبي عبد الله : جعلت فداك المؤمن رحمة المؤمن، قال: نعم، قلت: فكيف ذاك؟ قال: أيّما مؤمن أتاه أخ له في حاجة فإنّما ذلك رحمة من الله ساقها إليه وسبّبها له، وذخرت تلك الرحمة إلى يوم القيامة، فيكون المردود عن حاجته هو الحاكم فيها، إن شاء صرفها إليه، وإن شاء صرفها إلى غيره. ثم قال: يا إسماعيل من أتاه أخوه المؤمن في حاجة، وهو يقدر على قضائها فلم يقضها، سلّط الله عليه شجاعاً ينهش إبهامه في قبره إلى يوم القيامة، كان مغفوراً له أو معذباً." الخطأ وجود الثعبان الأقرع في القبر وهو ما يخالف كون الجنة والنار الموعودتين فى السماء مصداق لقوله تعالى بسورة الذاريات "وفى السماء رزقكم وما توعدون" 43ـ وعنه، عن صدقة الحلواني، قال: بينا أنا أطوف وقد سألني رجل من اصحابنا قرض دينارين، فقلت له: اُقعد حتى اُتم طوافي، وقد طفت خمسة أشواط، فلما كنت في السادس اعتمد عليَّ أبو عبد الله ووضع يده على منكبي فأتممت السابع ودخلت معه في طوافه كراهية أن أخرج عنه، وهو معتمد عليّ، فأقبلت كلّما مررت بالآخر وهو لا يعرف أبا عبد الله يرى أنّي قد توهمت حاجته فأقبل ويومىء ويبدر إليَّ بيده. فقال أبو عبد الله :مالي أرى هذا يومىء بيده؟ فقلت: جعلت فداك ينتظر حتى أطوف وأخرج إليه، فلما اعتمدت عَليَّ كرهت أن أخرج وأدعَكَ، قال: فاخرج عنّي ودعني واذهب فأعطه قال: فلمّا كان من الغد أو بعده دخلت عليه وهو في حديث مع أصحابه، فلما نظر إليّ قطع الحديث ثم قال: لاَن أسعى مع أخ لي في حاجة حتى تقضى أحبّ إليّ من أن أعتق ألف نسمة وأحمل على ألف فرس في سبيل الله مسرجة ملجمة." الخطأ تفضيل قضاء الحاجة على الجهاد خطأ كما سبق القول ومن الممكن ان يأتى المسلم الأمرين 44ـ وقال عبدالمؤمن الاَنصاري: دخلت على أبي الحسن موسى بن جعفر ، وعنده محمد بن عبد الله بن محمد الجعفي فتبسمت إليه، فقال: أتحبّه؟ قلت: نعم، وما أحببته إلاّ فيكم، فقال: هو أخوك، المؤمن أخو المؤمن لاُمّه وأبيه، فملعون من غشّ أخاه، وملعون من لم ينصح أخاه، وملعون من حجب أخاه، وملعون من اغتاب أخاه." الخطأ كون المؤمن أخو المؤمن لأبيه وأمه وهو ما يخالف أن أخوة المؤمنين ليست مبنية على القرابة وإنما على الإيمان كما قال تعالى "إنما المؤمنون إخوة" 45ـ وسئل الرضا علي بن موسى : ما حقّ المؤمن على المؤمن؟ فقال: إنّ من حقّ المؤمن على المؤمن: المودّة له في صدره، والمواساة له في ماله، والنصرة له على من ظلمه، وإن كان فيء للمسلمين وكان غائباً أخذ له بنصيبه، وإذا مات فالزيارة إلى قبره، ولا يظلمه، ولا يغشه، ولا يخونه، ولا يخذله، ولا يغتابه، ولا يكذبه، ولا يقول له اُفّ، فإذا قال له: اُف، فليس بينهما ولاية، وإذا قال له: أنت (علي عدو) فقد كفّر أحدهما صاحبه، وإذا اتّهمه انماث الايمان فى قلبه كما ينماث الملح في الماء. ومن أطعم مؤمناً كان أفضل من عتق رقبة، ومن سقى مؤمناً من ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم، ومن كسا مؤمناً من عري كساه الله من سندس و حرير الجنّة، ومن أقرض مؤمناً قرضاً يريد به وجه الله عزّ وجلّ حسب له ذلك حساب الصدقة حين يؤديه إليه، ومن فرج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب الآخرة، ومن قضى لمؤمن حاجة كان أفضل من صيامه واعتكافه في المسجد الحرام، واّنّما المؤمن بمنزلة الساق من الجسد (فإذا سقطت تداعى لها سائرالجسد). وإنّ أبا جعفر الباقر استقبل القبلة وقال: الحمد لله الذي كرمك وشرفك وعظمك وجعلك مثابةً للناس وامناً، والله لحرمة المؤمن أعظم حرمة منك ولقد دخل عليه رجل من أهل الجبل فسلم عليه، فقال له عند الوداع: أوصني، فقال: أوصيك بتقوى الله، وبرّ أخيك المؤمن، فأحببت لهما تحب لنفسك، وإن سألك فاعطه وإن كفّ عنك وأعرض لا تملّه فإنّه لا يملّك، وكن له عضدا، فإن وجد عليك فلا تفارقه حتى تزيل سخيمته، فإن غاب فاحفظه في غيبته، وإن شهد فاكنفه، واعضده، وزره، وأكرمه، والطف به، فإنّه منك وأنت منه، ونظرك لأخيك المؤمن، وإدخال السرور عليه، أفضل من الصيام وأعظم أجراً." الخطا اعطاء الغائب عن الجهاد من الفىء وهو ما يخالف ان الفىء مقسم حسيب تقسيم الله في قوله "ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل كى لا يكون دولة بين الأغنياء منكم" 46ـ وقال : للمؤمن على المؤمن سبعة حقوق واجبة، ما من حق منها إلاّ وهو واجب، وإن خالفه خرج من ولاية الله تعالى وترك طاعته، ولم يكن له في الله نصيب، قيل فما هي؟ قال: أيسر حقّ منها: أن تحب له ما تحب لنفسك. والحق الثاني: أن تمشي في حاجته، وتتبع رضاه، ولا تخالف قوله. والحق الثالث: أن تصله بنفسك ومالك ويدك ورجلك وقلبك ولسانك. والحق الرابع: أن تكون عينه ودليله ومرآته وقميصه. والحق الخامس: أن لا تشبع ويجوع، وتلبس ويعرى، وتروى ويظمأ. والحق السادس: أن يكون لك امرأة وخادم وليس لأخيك امرأة ولا خادم فتبعث خادمك فيغسل ثيابه، وتصنع له طعاماً، وتمهد فراشه، فإن ذلك صلة للّه تعالى، لما جعل بينك وبينه. والحق السابع: أن تبر قسمه، وتجيب دعوته، وتشهد جنازته، وتعود مرضه، وتشخص بذلك في قضاء حوائجه، فإذا حفظت ذلك منه فقد وصلت ولايتك بولايته، وولايته بولاية الله عزّ وجلّ. ولقد حدّثني أبي، عن جدّي، أنّ رجلاً أتى الحسين لتعينه على ما حاجتك فقال له: قد فعلت بأبي أنت واُمي، فذكر أنّه معتكف، فقال: أما أنّه لو أعانك على حاجتك كان خيراً له من إعتكافه شهراً." الخطأ أن الحقوق التى ذكرها سبعة وهو ما يناقض كونها أكثر من ذلك بكثير 47ـ وقيل لاَبي عبد الله : لم سمّي المؤمن مؤمناً؟ قال: لاَنّه اشتقّ للمؤمن اسماً من أسمائه تعالى، فسمّاه مؤمناً، وإنّما سمّي المؤمن لاَنّه يؤمن من عذاب الله تعالى، ويؤمن على الله يوم القيامة فيجيز له ذلك، وأنّه لو أكل أو شرب، أو قام أو قعد، أو نام، أو نكح، أو مرّ بموضع قذر حوله الله له من سبع أرضين طهراً لا يصل إليه من قذرها شيء. وإنّ المؤمن ليكون يوم القيامة بالموقف مع رسول الله فيمر بالمسخوط عليه المغضوب غير الناصب ولا المؤمن، وقد ارتكب الكبائر فيرى منزلة شريفة عظيمة عند الله عزّ وجلّ وقد عرف المؤمن في الدنيا وقضى له الحوائج، فيقوم المؤمن إتّكالاً على الله عزّ وجلّ فيعرّفه بفضل الله فيقول: اللّهم هب لي عبدك ابن فلان، قال: فيجيبه الله تعالى إلى ذلك كلّه. قال: وقد حكى الله عزّ وجلّ عنهم يوم القيامة قولهم: «فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعيِنَ» من النبيين «وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ» من الجيران والمعارف، فإذا آيسوا من الشفاعة قالوا: ـ يعني من ليس بمؤمن ـ «فَلَو أنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنينَ»" الجنونهنا هو أن المؤمن يدخل الكفار أى المخالفين الجنة بشفاعته لأنهم قضوا له حاجته وهو ما يخالف أن الشفاعة لا تدخل كافرا الجنة فإنما شهادة يشهدها الأفراد ولكنها لا تغير من حكم الله 48ـ حدّثنا أبو جعفر محمد بن الحسن بن الصباح، قال: حدثنا محمد بن المرادي، قال: سمعت علي بن يقطين يقول: استأذنت مولاي أبا إبراهيم موسى بن جعفر في خدمة القوم فيما لا يثلم ديني، فقال: لا ولا نقطة قلم، إلاّ بإعزاز مؤمن، وفكّه من أسره ثم قال : إنّ خواتيم أعمالكم قضاء حوائج إخوانك، والاِحسان إليهم ما قدرتم، وإلاّ لم يقبل منكم عمل، حنّوا على إخوانكم وارحموهم تلحقوا بنا." المستفاد وجوب معاونة الاخوان قدر المستطاع 49ـ وقال أبو الحسن موسى بن جعفر : من لم يستطع أن يصلنا فليصل فقراء شيعتنا." الخطأ وصل الأئمة وهو أن يعطيهم المال مخالفة لأمر الله فلا يعطى المال إلا لمن قسمه الله له في القرآن وهو لم يذكرهم 50ـ وقال النبي : أقرب ما يكون العبد إلى الله عزّ وجلّ إذا أدخل على قلب أخيه المؤمن مسرّة." كما سبق القول أقرب الأعمال لله الجهاد في سبيله | |
|