[size=35]التوحيد[/size]
هو إفراد الله بالعبادة وحده لا شريك له، وهو دين الرسل كلهم عليهم الصلاة والسلام الذي لا يقبل الله من أحد ديناً سواه، ولا تصح الاعمال إلا به، إذ هو أصلها الذي تٌبنى عليه، ومتى لم يوجد لم ينفع العمل، بل هو حابط إذ لا تصح العبادة إلا به.
أقسام التوحيد
ينقسم التوحيد إلى ثلاثة أقسام: توحيد الربوبية، وتوحيد الأسماء والصفات، وتوحيد الألوهية
توحيد الربوبية
وهو الإقرار بأن لا رب للعالمين إلا الله الذي خلقهم، ورزقهم هذا النوع من التوحيد قد أقر به المشركون الأوائل، فهم يشهدون أن الله هو الخالق والمالك والمدبر والمحي والمميت وحده لا شريك له، قال تعالى: } ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله فأنى يؤفكون{ [العنكوبت:61].
ولكن إقرارهم هذا وشهادتهم تلك لم تدخلهم في الإسلام، ولم تنجهم من النار ولم تعصم دماءهم وأموالهم، لأنهم لم يحققوا توحيد الألوهية، بل أشركوا مع الله في عبادته بصرفهم شيئاً منها لغيره.
توحيد الأسماء والصفات
وهو الإيمان بأن الله تعالى ذاتاً لا تشبهها الذوات وصفات لا تشبهها الصفات وأن أسماء دالة دلالة قطعية على ما له سبحانه من صفات الكمال المطلق كما قال تعالى: } ليس كمثله شيء وهو السميع البصير{ [الشورى:11].
وأيضاً إثبات ما أثبته الله لنفسه في كتابه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم إثباتاً يليق بجلاله من غير تشبيه، ولا تمثيل ولا تعطل، ولا تحريف، ولا تأويل ولا تكييف، ولا نحاول لا بقلوبنا وتصوراتنا ولا بألسنتنا أن نكيف شيئاً من صفاته ولا أن نمثلها بصفات المخلوقين.
توحيد الألوهية
وهو توحيد العبادة أي إفراد الله سبحانه وتعالى بجميع أنواع العبادة التي أمر بها كالدعاء والخوف والرجاء والتوكل والرغبة والرهبة والخشوع والخشية، والإنابة، والاستعانة، والاستغاثة والذبح والنذل وغير ذلك من العبادات التي أمر الله بها كلها، والدليل قوله تعالى: } وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحداً{ [الجن:18]، بحيث لا يصرف الإنسان شيئاً من العبادات لغير الله سبحانه وتعالى لا للملك مقرب، ولا لنبي مرسل ولا لولي صالح، ولا لأي أحد من المخلوقين، لأن العبادات لا تصح إلا لله، فمن صرف شيئاً منها لغير الله فقد أشرك بالله شركاً أكبر وحبط عمله.
وحاصله هو البراءة من عبادة كل ما سوى الله، والإقبال بالقلب والعبادة على الله، ولا يكفي في التوحيد دعواه والنطق بكلمة الشهادة من غير مفارقة لدين المشركين وما هم عليه من دعاء غير الله من الأموات ونحوهم والاستشفاع بهم إلى الله في كشق الضر وتحويله وطلب المدد والغوث منهم إلى غير ذلك من الأعمال الشركية التي تنافي التوحيد تماماً.
وتحقيق التوحيد: هو بمعرفته والإطلاع على حقيقته والقيام بها علماً وعملاً، وحقيقة ذلك هو انجذاب الروح أو القلب إلى الله محبة وخوفاً، وإنابة وتوكلاً ودعاءً وإخلاصاً وإجلالاً وهيبة وتعظيماً وعبادة، وبالجملة فلا يكون قلب العبد شيء لغير الله، ولا إرادة لما حرم الله من الشركيات والبدع والمعاصي كبيرها وصغيرها، ولا كراهة لما أمر الله به وذلك هو حقيقة التوحيد وحقيقة لا إله إلا الله.